طائرالحب- عضو مميز
- أعلام الدول :
عدد المساهمات : 117
نقاط : 215
السمعة : 1
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
من طرف طائرالحب الجمعة مايو 22, 2009 1:31 am
الحــــــديث الـثـاني
عن عمر رضي الله عنه أيضاً، قال: بينما نحن جلوس عـند رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثـر السفر، ولا يعـرفه منا أحـد، حتى جـلـس إلى النبي فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه، وقـال:
( يا محمد أخبرني عن الإسلام ).
فقـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأن محـمـداً رسـول الله، وتـقـيـم الصلاة، وتـؤتي الـزكاة، وتـصوم رمضان، وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبيلاً }.
قال: ( صدقت )،
فعجبنا له، يسأله ويصدقه؟ قال: ( فأخبرني عن الإيمان ).
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم::
{ أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره }.
قال: ( صدقت ). قال: ( فأخبرني عن الإحسان ).
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك }.
قال: ( فأخبرني عن الساعة ).
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما المسؤول عنها بأعلم من السائل }.
قال: ( فأخبرني عن أماراتها ).
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان }.
ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال:
{ يا عمر أتدري من السائل ؟ }.
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم }.
[رواه مسلم:8].
[color:535f=darkred[size=24:3bc9]]
شـرح الحــديث
هنــا وضـح عليه الصلاة والــسلام .. بين الايمـان والاسـلام
فالإيمـان عبـارة عن تصديق مـطلق ، وهو التصديق بالله ، وملائكته وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره .
وأما الإسلام فهو عبارة عن فعل الواجبات، وهو الانقياد إلى عمل الظاهر .
قد غاير الله تعالى بين الإيمان والإسلام كما في الحديث ، قال الله تعالى :
{ قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤِْمُنوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا }
[الحجرات :14].
فـيكون التفريق بين الإسلام والإيمان، عند ذكرهما جميعاً فإنه يُفسر الإسلام كما قلنا بأعمال
الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منها شاملاً للآخر
فقوله تعالى: [ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ]
[المائدة:3]
وقوله: [ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً ]
[آل عمران:85] .
فالأسلام في هذه الحالة يشمل الإسلام والإيمان معا .
قوله صلى الله عليه وسلم : (( الأحسان أن تعبد الله كأنك تراه ))
الإحسان هو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه، وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل،
فإن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية:
أن يعبد الله عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبي :
{ فإن لم تكن تراه فإنه يراك } أي فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك.
قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل )) .
هذا الجواب على أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى الساعة؟
بل علم الساعة مما استأثر الله تعالى به ،
قال الله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة }
[لقمان:34].
الأمارات: جمع أمارة وهي العلامة. اي علامات الساعة واشراطها .
وقسّم العلماء علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام:
قسم مضى وقسم لا يزال يتجدد، وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماماً
وهي الأشراط الكبرى العظمى , كنزول عيسى ابن مريم عليه السلام والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها.
الأمة: هي المرأة المملوكة بملك اليمين، والتي أخذت في أسارى الحرب في المعركة؛ لأنه لا إماء إلا بقتال، أو متولدةً من أمة اي تكون امها من قبل أمة .
( ان تلد الأمة ربتها ): وقيل في بعض الروايات ربها اي سيدها والمعنى
أن من أشراط الساعة أن تكثر السراري بين الناس حتى تلد المملوكة سيدتها أي تحمل من سيدها وتلد سيدتها؛ لأن بنت السيد سيدة وابن السيد سيد .
( وأن ترى الحفاة العراة العالة ، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )
العالة هم الفقراء.
والرعاء بكسر الراء: معناه أن أهل البادية وأشباهم من أهل الحاجة والفاقة يترقون في البنيان والدنيا تبسط لهم حتى يتباهوا في البنيان
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم )) ،
فيه دليل على ان الإيمان ،و الإسلام ،و الإحسان ، تسمى كلها ديناً
[/size]
ومن فوائد هذا الحديث:
أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر؛
لأن جبريل عليه الصلاة
والسلام طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد
بياض الثياب لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد