منتديات قلوب الحب

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتدي قلوب الحب
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم 829894
ادارة المنتدي قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات قلوب الحب

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتدي قلوب الحب
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم 829894
ادارة المنتدي قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم 103798

منتديات قلوب الحب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات قلوب الحب

منتديات قلوب الحب


2 مشترك

    قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم

    طائرالحب
    طائرالحب
    عضو مميز
    عضو مميز


    أعلام الدول : Egypt
    عدد المساهمات : 117
    نقاط : 215
    السمعة : 1
    تاريخ التسجيل : 16/05/2009

    قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم Empty قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف طائرالحب الأربعاء يونيو 03, 2009 10:23 pm


    قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم Qatarya_HXb9x41ZyP

    الغلام والساحر

    قال الساحر للملك : يا مولاي كبرت سني ، وقلت حركتي ، وضعفت همتي ، وبت
    أشعر أنني غير قادر على خدمتك تلك الخدمة التي أرضى عنها ، فابعث غلاماً
    أعلمه السحر ، وأدرّبه عليه، فيكون في خدمتك .
    فاختار الملك غلاماً ذكياً يعلمه الساحر علوم السحر وأفانينه .
    كان الغلام يذهب إليه كل يوم يأخذ فنون السحر بشغف ، حتى وثق به الساحر ،
    وجدّ في تعليمه . ومضت الأيام والغلام منهمك في عمله الجديد ، والملك يسأل
    الساحر عن تلميذه . فيمدحه هذا : إنه ذكيّ نجيب . إنْ يثابر على همّته
    وطموحه يكن له شأن عجيب .
    حين انطلق الغلام كعادته ذات يوم إلى الساحر ، وكان في الوقت متّسع عرّج
    على القصر من طريق آخر يسلكه القليل من الناس ، يشرف على وادٍ ذي رياض
    عامرة ... ما أجمل هذا المكان ؟! ليتني أرتفع إلى الجبل قليلاً فأشرفَ على
    منظر أجمل وأبهى .. وارتفع ، فصدق حدسُه . إن المكان يبدو أكثر تناسقاً ،
    وأوضح منظراً .. جال ببصره هنا وهناك ، فرأى كوخاً في زاوية الطريق
    الملتوي الصاعد إلى القمّة، فحدّثتـْه نفسُه أن يأتيه مستكشفاً .. فماذا
    يفعل أصحابه بعيداً عن الناس إلا إذا كانوا يحبون العزلة، ويفضّلون الهدوء
    ! لما وصله رأى فيه رجلاً تبدو عليه سيما الوقار والجلال ، يشخص ببصره إلى
    السماء يدعو ويبتهل . فدنا منه يصغي إلى دعائه . فسمع قولاً يدل على حبّ
    وودّ، وذل وخضوع يوجّهه الرجل إلى محبوب لا يراه الغلام ، إنما يأنس إليه
    ويشعر بوجوده . ..
    وحين أنهى الرجل دعاءه التفت إلى الفتى مبتسماً يقول :

    أهلاً بك يا بني ، وهداك الله إلى الحق والإيمان .
    قال الفتى : أي حقّ وأي إيمان تعنيه يا عمّاه ؟! .
    قال الرجل : الإيمان بخالق السموات والأرض ومن فيهنّ ، بارئ النسمة وفالق الحبّة .
    قال الفتى : أتقصد الملك ، يا عمّاه ؟.
    قال الرجل : حاشاه أن يكون كذلك ، إنه مخلوق ضعيف ، ممن خلقه الله ، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً .
    قال الفتى : إن الساحر أخبرني أن الملك إلهنا وخالقنا ، والساحر يعلمني السحر كي اكون في خدمة الملك .
    قال الرجل : وهل يحتاج الخالق إلى مخلوقه يا بنيّ ؟! وكيف يكون إلهاً وهو
    يأكل ويشرب ، وينام ويستيقظ ؟ إنه مثلك ، يا بنيّ . بل أنت أفضل منه ،
    لأنه يحتاجك ، ولا تحتاجه ، وتخدمه ، ولا يقدّم لك شيئاً .

    نزل هذا الكلام في قلب الغلام منزلاً حسناً ، فهو يخاطب الفطرة ويمازج العقل والقلب ، فقال له : علمني يا سيدي مما علمك الله .
    فبدأ الراهب العابد يعلمه العقيدة الصحيحة ، ويعرّفه بالله خالق الكون ومدبّر الأمر سبحانه .
    وكثر تردد الفتى على الراهب في طريقه إلى الساحر ، فكان إذا تاخر عليه
    ضربه . فشكا إلى الراهب ما يفعله الساحر به . فقال له : إذا خشيت الساحر
    فقل : أخّرني أهلي ، وإذا خشيت أهلك فقل : أخّرني الساحر . ..
    فبينما الفتى على ذلك إذْ مرّ في طريقه على أناس وقفوا على الطريق لا
    يتجاوزونه خوفاً من دابّة عظيمة قطعت الطريق ، وحبست الناس
    . فقال في نفسه
    : اليوم أعرف آلساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟. فأخذ حجراً ، وقال : اللهم ،
    إن كان أمر الراهب أحبّ إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابّة حتى يمضي
    الناس ؟ فرماها ، فقتلها
    . ومضى الناس ، فأتى الراهبَ ، فأخبره بما فعل .
    قال له الراهب
    : أي بني ؛ أنت اليوم أفضل مني . فإن كنتَ قد استجاب الله
    دعاءك فقد قبلك ، وسيبتليك ، ويختبر إيمانك . فإن ابتليتَ فلا تدُلّ عليّ .

    وعرف الناس فضل الغلام ، فصاروا يقصدونه ، فيشفي الله على يديه الأكمَهَ
    والأبرصَ ، ويداوي الناسَ من سائر الأدواء حتى انتشر صيتُه ، وذاع أمرُه
    بين الناس . فسمع جليسٌ للملك كان قد عميَ بما يفعل الفتى ، فأتاه بهدايا
    كثيرة ، وقال له :

    كلُّ ما بين يديّ من الأموال والهدايا لك ، إنْ شفيتـَني .
    قال الغلام : أنا لا أشفي أحداً ، إنما اللهُ الشافي ، فإن آمنْتَ بالله
    تعالى دعوتُ الله فشفاك ... وهكذا يكون الداعيةُ إلى الله تعالى ، صادقاً
    مخلصاً لمولاه ، ينسب الخير إليه ، ويدعو العباد إلى الإيمان بربهم ،
    ويصلهم به . فآمن الرجل بالله ، ودعا الغلام له بالشفاء ، فشفاه الله
    تعالى لإيمانه به . فجاء الملكَ يجلس إليه كما كان يجلس .

    فقال الملك : من ردّ عليكَ بصرَك ؟ ولو كان إلهاً ما سأله هذا السؤال ...

    طائرالحب
    طائرالحب
    عضو مميز
    عضو مميز


    أعلام الدول : Egypt
    عدد المساهمات : 117
    نقاط : 215
    السمعة : 1
    تاريخ التسجيل : 16/05/2009

    قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم Empty رد: قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف طائرالحب الأربعاء يونيو 03, 2009 10:48 pm

    قال الجليس : إنه ربي .
    قال الملك المتجبر الضالّ : أَوَلك ربّ غيري ؟!.
    قال الرجل بلهجة المؤمن التقيّ : ربّي وربّك الله .
    ثارت ثائرة الملك ، إذ كيف يتّخذ الرجلُ ربّاً سواه ؟ بل كيف ينكر ألوهيّة
    الملك ويقرنه به عبداً لله؟! .. فأخذه ، فلم يزل يعذّبه حتى دلّ على الفتى
    .
    فلمّا مثـُل الفتى بين يدي الملك قال له الملك متعجّباً
    : أيْ بنيّ قد بلغ
    من سحرك ما تبرئ به المرضى ، وتفعل العجائب ، وتقدر على مالا يقدر عليه
    غيرك ؟!
    قال الفتى بلهجة الوائق بالله ، المؤمن بربه ، الذي لا يخاف أحداً : إنني
    لا أشفي أحداً ، إنما يشفي اللهُ تعالى خالق الكون ومدبرُ أمره ، الذي
    يعلم السرّ وأخفى ، وهو على كل شيء قدير .

    غضب الملك ، وهدّده بالعذاب الأليم إنْ لم يرجعْ إلى ما كان عليه ... إلى
    الضلال بعد الهدى ، والظلام بعد النور ، والسفاهة بعد الحكمة .. فبدأ
    زبانيته يعذبون الفتى ، علّهم يعرفون من علّمه هذا ، وجرّأه على الملك .
    فصبر وتحمّل ، فزادوا في تعذيبه حتى انهار ، فدلّ على الراهب ، فجيء به ،
    وعُذّب ليعود عن دينه ، فأبى . فدعا الملك بالمنشار ، فوضعه في مفرق رأسه
    ، فشقّه حتى وقع شِقّاه . ثمّ جيء بجليس الملك ، فقيل له : ارجع عن دينك ،
    فأبى ، فوُضع المنشار في مفرق رأسه ، فشقّه به حتى وقع شِقّاه . ... وطارت
    روحاهما إلى بارئهما مؤمنتين طاهرتين .
    إن المؤمن حين يلامس الإيمانُ شَغاف قلبه لا يأبهُ بالمغريات ، ولا يخاف
    العذاب ، إنما يبقى ثابتاً ثبات الجبال الرواسي ، صامداً لا يعرف الهلعُ
    من الموت طريقاً إليه .
    وأمر الملك زبانيته أن يجرّوا إليه الغلام مكبّلاً ، ففعلوا . فأمره أن
    يعود عن دينه إلى عبادته ، فأبى . فهدّده بالويل والثبور وعظائم الأمور ،
    فازداد إيماناً بربّه وتمسّكاً بدينه .
    فلم يأمر بقتله لأنه بحاجة إليه ، فهو الذي يهيئه على يد الساحر ليكون
    الأداة التي يسحر بها قلوب الأمة ، فيسلب إرادتها ، وتخر له ساجدة تسبح
    بحمده وتقدس له . . فصمّم على إرهابه وتخويفه ، فقال لبعض جنوده على مسمعٍ
    من الفتى :
    اذهبوا به إلى أعلى جبل في مملكتي ، فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذروتَه
    فمروه أن يرجع إلى صوابه! ، فإن أصرّ على عناده فاطرحوه في الوادي السحيق
    ليكون مزقاً تأكله حشرات الأرض . .. فذهبوا به ، فصعدوا الجبل ، وراودوه
    عن دينه ، فالتجأ إلى الله تعالى أن يدفع عنه كيدهم . فكانت المفاجأة ُ
    العجيبة ُ .. لقد لبى الله القادر على كل شيء نداءَه ، فرجف الجبل بهم ،
    فسقطوا في الهاوية التي خوّفوه بها .. وسلّمه الله .. فجاء يمشي إلى الملك
    يخبره بنجاته وهلاكهم ، علّه يرعوي عن غيّه ، ويسلّم بالحقيقة ... وأنّى
    للأعمى أن يُبصر طريقاً ، وللأصمّ أن يسمع حديثاً ؟! .. لقد ركبه الشيطانُ
    وأقسم ليوردنّه موارد الهلاك ، فدفعه إلى بعض جنوده قائلاً :
    لئنْ سلمْتَ من اليابسة إنك لن تسلم من الماء .
    وأمرهم أن يأخذوه إلى عرض البحر ، ويراودوه عن دينه ، فإن أبى فلْيطرحوه
    في الماء مقروناً إلى قطع الحديد تغوص به إلى القاع ، فيكون طعاماً
    لحيتانه .
    ففعلوا . فلمّا توسّطوا البحر خوّفوه ، ورغّبوه ، فلم يُفلحوا معه ، فلمّا
    همّوا أن يُلقوه في الماء قال : يارب ؛ ليس لي سواك ، فنجّني في الثانية
    كما نجّيتني في الأولى . .. ويا لروعة النداء! ويا لسرعة الاستجابة ! لقد
    انكفأت بهم السفينة ، فغرقوا جميعاً إلا الذي أراد الله سبحانه له النجاة .
    فجاء يمشي إلى الملك يتحدّاه .

    فقال له الملك : أين أصحابك ؟! .
    قال الفتى : كفانيهم الله تعالى ، أيها الملك ؛ ما زال في الوقت متّسع ،
    ورحمة الله قريب من المحسنين ، فكن من المؤمنين ، فما يفيدك جبروتك شيئاً
    ..

    قال الملك : لأقتلنّك أو تعودَ إلى عبادتي .
    فلما عرف الفتى أن الملك قد ران الكفر على قلبه ، وملك جوانحه أراد أن
    يعلّم الناس أن الملك ضعيف مهما تجبر ، وأنه مَهين لا يملك من القوّة
    الحقيقية شيئاً ، فلجأ إلى طريقة تعرّي الملك ، وتظهره على حقيقته أمام
    الناس جميعاً في صعيد واحد .

    قال : أيها الملك ؛ إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به .
    قال الملك : ماهو ؟ .
    قال الفتى : تجمع الناس في متسع من الأرض رحبٍ ، وتصلبني على جذع شجرة ،
    ثم تأخذ سهماً من كنانتي ، ثم تضع السهم وسط القوس ، ثم تصيح بصوت عال
    يسمعه الجميع : باسم رب هذا الغلام... ثم ارمني ، فإنّك إن فعلْتَ ذلك
    قتلتَني .

    لم ينتبه الملك إلى قصد الفتى من جمع الناس ، إنما كان همّـه قتل الفتى والتخلّص منه .
    فجمع الناس يوهمهم أنه قادر على قتل الغلام أمامهم ، وإثباتِ ألوهيّته المهزوزة أمامهم . فقد كثر حديثُهم ولغَـَطُهم ...
    وفعل ما أمر به الفتى ، وصاح بأعلى صوته
    : باسم ربّ الغلام . ثم رماه ،
    فوقع السهم في صدغه ، فمات الفتى شهيداً ، تصعد روحه إلى السموات العلا .
    صاح الناس صيحة واحدة ملأت الآفاق : آمنّا بربّ الغلام . . ودخل الناس في دين الله أفواجاً .
    ما هذا ؟
    ! نكون في أمر فتىً واحدٍ ، فيصبح الناسُ كلهم على دينه ؟! ..
    حسبت أنني تخلصت منه ، فإذا الناس جميعاً يؤمنون بما آمن به ؟ ... احتال
    عليّ ، فأظهر ضعفي أمامهم ، ووضع من هيبتي في قلوبهم ؟!... لأذيقنّهم
    الموتَ أهوالاً .. أنا الذي أميت واحيي ... أنا من يأمر فيُطاع... وينهى ،
    فيُنتهى عما نهى .
    وجمع جنودَه ، فأمرهم أن يحفروا الخنادق ،فحفروا . وأن يجمعوا الحطب ،
    فجمعوا . وأن يوقدوا فيها النيران ، فاوقدوا . فلمّا تأجّجتْ أمر الناس أن
    يعودوا إلى دينهم ، فأبَوا ... وهل يعود إلى الكفر من ذاق طعم الإيمان ؟!
    وهل يرجع إلى السفاهة من أوتي الحكمة ؟! لا وألف لا ... إذاً أقحموهم
    النارَ .. فبدأ الجنودُ يدفعون المؤمنين إليها ... منظر رهيب عجيب .. إن
    نار الدنيا لأهون من نار الآخرة .. إن لقاء الله خير من الدنيا وما عليها
    .... جموع المؤمنين تصلى النار غير هيّابة ولا وجلة ، يكبّرون ، ويهللون ،
    ويقتحمون النار
    .
    وكان فيهم امرأة تحمل وليدها .. يا رب أرمي بنفسي ؟ ...أنا راضية بذلك .
    ولكن كيف أرمي بولدي ؟! أنا راضية باحتراقي ، ولكنْ ولدي.. وفلذةُ كبدي !
    ما أفعل به ؛ يا ربّ ؟ أأرميه في هذا الأتون ؟! .. فأنطق الله وليدها ،
    فسمعته يقول : يا أماه ؛ اصبري ، فإنك على الحق ... فرمت به ، ورمت بنفسها
    ، فكانت من الخالدين .

    رواه مسلم
    رياض الصالحين ، باب النصر

    طائرالحب
    طائرالحب
    عضو مميز
    عضو مميز


    أعلام الدول : Egypt
    عدد المساهمات : 117
    نقاط : 215
    السمعة : 1
    تاريخ التسجيل : 16/05/2009

    قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم Empty رد: قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف طائرالحب الأربعاء يونيو 03, 2009 10:50 pm


    قال التلميذ لأستاذه : ما يفعل الله بالناس يوم الحشر؟
    قال الأستاذ :
    يجمع الله تعالى الناس ومعهم الجن والحيوان والطير ، وتحيط بهم الملائكة ، وتقترب الشمس منهم قدْر ميل .

    قال التلميذ : وهل يتحملون ذلك الحرّ يا أستاذ ؟!
    قال الأستاذ :
    الناس هنالك على قدر إيمانهم وأعمالهم . فمنهم من يصل عَرَقـُه إلى كعبيه
    ، ومنهم إلى ركبتيه ، ومنهم من يصل العرق إلى صرته ، ومنهم إلى أثدائهم ،
    ويصل العرق ببعضهم إلى فمه ، يكاد يُغرقـُه .

    قال التلميذ : أهنالك يحاسبهم الله على أعمالهم ؟
    قال الأستاذ :
    لا ؛ إن يوم القيامة مواقف ، والحشر انتظار يطول على الكافر والعاصي ، أما المؤمن فإن الله يُظله تحت ظله ، يوم لا ظلّ إلا ظلُه .

    قال التلميذ : ماذا يفعل الناس بهذا الموقف ؟
    قال الأستاذ :
    يشتدّ على الكافرين ما هم عليه ، ويحسبون أنه العذاب الشديد . فيدعون ربّهم أن يخلصهم منه ولو إلى جهنّم .

    قال التلميذ : وهل العذاب في جهنّم أقل سوءاً؟! .
    قال الأستاذ :
    بل أشد بكثير ، إنما طول الموقف وشدّتُه عليهم يدفعهم إلى التعوّذ منه والتخلّص من بلواه ، ولو إلى ما هو أشدّ منه .

    قال التلميذ : ما يفعل المؤمنون في ذلك اليوم العصيب؟.
    قال الأستاذ :
    إنهم أيضاً يرجون الخلاص منه حين يقربهم الله تعالى إلى الجنة فيرونها ويرجونها مشتاقين إليها .

    قال التلميذ : فماذا يفعلون إذاً ؟ .
    قال الأستاذ : يذهبون إلى أبيهم آدم يستشفعون به عند ربهم ، ليفتح لهم الجنّة .
    قال التلميذ : فهل يفعل آدم ذلك ؟
    قال الأستاذ :
    يقول آدم : أتريدون دخول الجنة بشفاعة أبيكم ، وهو الذي أخرجكم منها حين
    عصى أمر ربه فأكل من الشجرة ؟! .. لست صاحب التشريف بهذا المقام المنيف ،
    اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله ، فلعله يشفع لكم عند ربكم .

    قال التلميذ : فهل يذهبون إلى إبراهيم ، فيجيبهم ويشفع لهم ؟
    قال الأستاذ :
    يذهبون إليه حقاً ، ويقولون : يا خليل الله استفتح لنا الجنة ، فيقول :
    معتذراً لست صاحب تلك الدرجة الرفيعة التي تؤهلني لما تطلبون . .. يقولون
    : ولكنّك خليل الله ؛ ألم يرفع ربك مقامك حين قال : " واتخذ الله إبراهيم
    خليلاً " ؟! .. فيقول : بلى : كنت لله خليلاً ، ولكنه سبحانه لم يكلمني
    ولم أره . إنما كان ذلك عن طريق سفيره جبريل .
    يقولون : فماذا نفعل ، وإلى من نذهبُ؟ .. فيقول إبراهيم الخليل : اعمدوا
    إلى موسى ، فقد كلمه الله تكليماً دون وساطة ، واصطفاه على الناس برسالاته
    وبكلامه ، فأنا وراءه في المنزلة ، ووراءَ منْ وراءه .

    قال التلميذ : وهل يذهبون إلى موسى ، ويسألونه أن يشفع لهم بدخول الجنّة ؟ .
    قال الأستاذ : لقد ذهبوا ، وسألوه الشفاعة ، وذكّروه بمكانه من الله تعالى .
    قال التلميذ : فبم أجابهم ؟ هل شفع فيهم عند الله تعالى ؟
    قال الأستاذ :

    أجابهم بما أجابهم به من قبلُ آدمُ وإبراهيمُ : لست بذلك المقام الذي
    يؤهلني لما طلبتم ، فاذهبوا إلى عيسى بن مريم ، فإن كان الله قد كلّمني
    فهو كلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه.

    قال التلميذ : فما تقصد - يا أستاذ – من قول موسى : إن عيسى كلمة الله وروح منه؟ .
    قال الأستاذ :
    أما كلمته فقد أوجده دون أب بكلمة " كن " وهذا أمر بديع عجيب . خالف فيه
    سبحانه سنّتَه ليكون عيسى حجة الله على عباده ، كما جعله يتكلم وليداً .
    وأما روحُه فقد جعله ذا روح وحياة دون ماء يجري في رحم أمه ، وأحيا به الموتى فكلموا الناس .
    قال التلميذ : فهل يتوسط لهم ، ويسأل الله تعالى أن يفتح لهم الجنّة ، وينقذهم من شدّة الموقف؟
    قال الأستاذ : لا ؛ إنما يجيبهم بما قاله لهم آدم وإبراهيم وموسى : لست أهلاً لتلك الدرجة الرفيعة ، إنها ليست لي .

    قال التلميذ : فإلى أين يذهبون ؟ وعلى من يُعَوّلون ؟
    قال الأستاذ :
    وهل هناك غير رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟ لقد دلّهم عليه عيسى
    عليه السلام قائلاً : إنه الشفيع المشفـّع ، صاحب لواء الحمد والمكانة
    السامية التي لا يرقى إليها أحد . إنه من كلم الله في السموات العلا حين
    عرج إليها ، ورأى نوره سبحانه ، فأين الأنبياء منه ، وإن عَلَوا ،
    والمرسلون ، وإن سَمَوا ؟!

    قال التلميذ :
    فماذا يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يذهبون إليه ، يستشفعون به ، ويستفتحونه ؟ .

    قال الأستاذ : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا لها ، أنا لها .
    وينطلق إلى مقدمة العرش ، ويسجد لله سبحانه ، ويفتح الله تعالى عليه
    بمحامد يحمد بها الله تعالى ، لم يفتح عليه بها من قبل
    . يقول سبحانه
    وتعالى : قم ؛ يا محمد ؛ واشفع تُشَفع ، وسل تعطه ، واطلب يُستجب لك .

    قال التلميذ : يا أستاذي الكريم ؛ لِمَ لمْ يدلهم الأنبياء عليه ابتداءً ؟.
    قال الأستاذ :
    أحسنت يا بني ، إنك لبيب أريب ، سألتَ سؤالاً يدل على ذكاء وبُعد نظر ، إن تعليل ذلك من جوانب عِدّة ، منها :
    أولاً : أن الموقف عظيم ، وأنهم – وإن كانوا أنبياء ورسلاً عظاماً – فلكل درجته ومقامه الذي يقف عنده لا يتعدّاه .
    ثانياً : أن كل واحد منهم حين يقدّم غيره إنما يُظهر فضله وعلوّ مكانته بما اختصّه الله به .
    ثالثاً : أن الحكمة في إلهام الناس سؤالَ آدم والبدء به ، ثم الانتقال إلى
    مَن بعدَه ، واعتذار كل منهم بأنه ليس أهلاً لذلك إظهارُ كمال شرفه صلى
    الله عليه وسلم على سائر الرسل . إذ لو جاء الناس إليه أوّلاً ، وأجابهم ،
    وشفع فيهم ، لم يظهر كمال التمييز . إذ كان احتمال أن هذا الأمر له ولغيره
    من الرسل . فلما تأخر كلٌّ عن ذلك ، وتقدم هو له عُلم أنه السيّد المقدَّم
    صلى الله عليه وسلم .
    رابعاً : ويُحتمل أنهم علموا أن صاحب الشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ،
    فتكون إحالة كل واحد منهم على الآخر على سبيل التدريج إليه ، وإظهار فضله .
    خامساً : أن الأخير وإن كان أفضل فمن الخير تقديم الأجداد والآباء على الأبناء.
    سادساً : لإظهار أهمية الموقف وفضل الشفاعة ، فإن الناس لو نالوها مباشرة لم تظهر أهميتُها وعظيمُ أثرها .

    قال التلميذ : إيهِ يا أستاذي الكريم ؛ إني لمتشوق لمعرفة ما يحصل بعد ذلك .
    قال الأستاذ : حينئذ يرفع الرسول الكريم رأسه ويسأل الله تعالى أن يجوز الناس الصراط إلى الجنة.
    قال التلميذ : وما الصراط يا استاذي ، وما أهمية ذلك ؟
    قال الأستاذ :
    إنه الجسر الذي ينصب فوق جهنم يقطعه الناس إلى الجنة ، فأما من ثقلت
    موازينه فقد أفلح ، وأما من خفت موازينه فقد سقط في جهنم ، والعياذ بالله .

    قال التلميذ : فكيف يجوزه الناس يا أستاذ ؟
    قال الأستاذ : حين يُنصب الصراط تقف الأمانة عن يمينه ؛ والرحم عن يساره –
    لعظم أمرهما وكبير أثرهما – يُصَوّران شخصين على الصفة التي يريدها الله
    تعالى ... فمن أدّى الأمانة إلى أهلها ، وكان عفّ اللسان ، طاهر القلب ،
    نقيّ السريرة ، يؤدي فرائضه ، ويعمل بما أمر الله تعالى ، وينتهي عن
    نواهيه ، يعين على نوائب الحق ، ويساعد المحتاجين ، ويكف أذاه عن الناس .
    ومن كان يصل رحمه فبرّ أباه وأمه ، وأحسن إلى إخوته وأهله وعشيرته ، وعفا
    عمّن ظلمه ، ووصل حبال من قطعه جاز الصراط ، ووصل إلى الجنّة . ومن كان
    خلاف ذلك هوى في نار جهنم .. نسأل الله العافية .

    قال التلميذ : فكيف يمرّ الناس على الصراط؟
    قال الأستاذ :
    أحسنتَ يا بني في سؤالك هذا ... يمر الناس على الصراط حسب أعمالهم ، فمن
    كان وليا لله ، مقيماً لشعائر دينه ، مجاهداً في سبيل الله ، باع الدنيا ،
    واشترى الآخرة جاز الصراط كالبرق – طرفة عين – وهؤلاء هم الصفوة المختارة
    الذين يمرون دون أن يشعروا أنهم مروا لسرعتهم . فما أكرمهم على الله ؟!..
    ثم تأتي الفرقة الثانية ، فيمرون على الصراط سرعةَ الريح ... ثم تأتي
    الفرقة الثالثة ، فيمرون على الصراط سرعةَ الطير ... ثم تقل المراتب
    والأعمال ، فيكون المرور على الصراط مناسباً لأعمالهم .

    قال التلميذ : وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك ؟
    قال الأستاذ : إنه عليه الصلاة والسلام قائم على الصراط يدعو الله النجاة
    لأمته قائلاً : ربِّ سلّمْ سلّمْ ، والأنبياء تقول مثل هذا همساً . لهول
    الموقف وشدّة وطأته . حتى تعجز أعمال العباد .

    قال التلميذ : فماذا بعدُ يا أستاذُ ، أرجو أن توضح أكثر .
    قال الأستاذ : لا يبقى سوى العاصين ، وعلى جانبي الصراط كلاليب من حديد
    معقوفة الرأس ، فمن كان قليل العصيان سار سيراً حثيثاً ، ولربما أصيب
    بأذىً ، فخدشته الكلاليب ، لكنه ينجو من النار ولهيبها . ومنهم من يكون
    بطيئاً في سيره ، وبعضهم لكثرة ذنوبه لا يستطيع السير إلا زحفاً والكلاليب
    تأكل من جسمه وتزعزع أركانه، لكنّ الله ينجيه ، فهي لا تعلق إلا بمن أُمرت
    به ، فتلقيه في أتون جهنم .
    أما الجبابرة والمتغطرسون من أمة الإسلام فتلقي بهم الكلاليب في قعر جهنم
    والعياذ بالله .. أتدري متى يصل الذي تعلق به الكلاليب فتكردسه إلى قعرها
    ؟! بعد سبعين سنة من سنواتنا هذه ، نسأل الله العافية .
    أما الكفار فيُؤخذون مكبلين إلى جهنم ليخلدوا فيها أبد الآبدين ....

    قال الأستاذ والتلميذ :
    اللهم إنا نسألك الجنة ، وما قرّب إليها من قول أو عمل ،
    ونعوذ بك من النار ، وما قرّب إليها من قول أو عمل .
    اللهم ارحمنا ، فإنك بنا راحم ، ولا تعذبنا ، فإنك علينا قادر .

    رواه مسلم
    رياض الصالحين / باب الأمر بأداء الأمانة

    boss
    boss
    عضو برونزى
    عضو برونزى


    أعلام الدول : Palestinian
    عدد المساهمات : 189
    نقاط : 257
    السمعة : 2
    تاريخ التسجيل : 25/05/2009
    الموقع : http://qabatih-girls.hooxs.com

    قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم Empty رد: قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف boss الجمعة يونيو 05, 2009 3:34 pm

    ميرسي كتيـــــــــــــــــــــــر اتحفتنا
    طائرالحب
    طائرالحب
    عضو مميز
    عضو مميز


    أعلام الدول : Egypt
    عدد المساهمات : 117
    نقاط : 215
    السمعة : 1
    تاريخ التسجيل : 16/05/2009

    قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم Empty رد: قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف طائرالحب السبت يونيو 06, 2009 1:33 am

    قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم 9263

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 8:44 am