في جموح الليل نفحة من هواء دافئ .. و جيش من صروف الذكرى
تعلن الحرب الضروس على بقايا حلم ..
بوابة صخرية عظيمة تزينها لوحات فاخرة من رسوم كلما قل أدبها زادت قيمتها فنا
و الحاكم المعتوه انتقاصا من قيمة العمل، يتربع على عرش الحائط مغترا بجمود ..
كلما توغلت في تلك السراديب الباردة زاد انقباض روحك ..
و تبسم لك طيف الموت على جسر لا تدرك نهايته .. إلا إن عبرته ..
على الوجه المتكالب هما نحو التراب، يسطر الظلم مسيرة مشوبة بالانتصارات
و تاريخا من عظيم الصنع و جبروت المهالك ..
و الحبال المحبوكة بأصابع الخبث تحكم القيد لتعد الوجبة الهزيلة لصقور الطمع
تتهاوى المقاصد من على جرف تصعد إليه العيون هيبة فيتيه في الأفق ..
و تمضي القلوب المأسورة بين سراب و غيبوبة إلى حتفها .. دون إدراك ..
و تغيب في الأنفس عثرات الروح، فلا فرق بين هذه و تلك
سوى دمع جرى .. و جف منه المسير ..
و تبصرني القوارب الورقية البعيدة بنظرات المشفق من المحال
و تهذي بعثرات الجنون من فوق الغيم الذي يغشي الأبصار
كأنها ترانيم الجراح فوق حد السيوف ..
\
\
قد يبكينا اللقاء بنفس الحرقة التي يبكينا بها الفراق
و تتكدس النواميس العاتية على قارعة الوداع في سكون
بالعيون الدامعات تحكي أوجاع الليالي لمن شاء الذكرى ..
غير أن الوعظ في الحب مأساة، فهو فاقد الذاكرة لا يعتبر
و عاشق الأهوال لا يكاد يستكين ..
قبل إشراقة الشمس عاث البرد بالأجساد رعشة فانكمشت
و بعد الشروق لفحتها الحرارة فتضايقت و تعرت ..
و إن كان القول بالطاعون عند الآخرين و الكثير من المصابين عندنا ..
لكنها تفانت في أداء دور الانتظار ..
و الباقي عندكم معلوم .. فلا الحياة أحجية و لا الموت لعبة ظنون ..
\
\
يا شوقا يعتريني حد البكاء
يا بؤسا يحتويني حد الشقاء
أما آن للسكينة أن تعيرني بعضا من نسائمها ؟
تقبلو ودي
boss